نبدأ موضوعنا بما حدث عام 1918 من وباء الإنفلونزا الإسبانية الذي أصاب ثلث سكان العالم تقريبًا، وأودى بحياة نحو خمسين مليون شخص، وعدد ضحاياه فاق مجموع قتلى الحرب العالمية الأولى، الأوبئة هي أسوأ ما يمكن أن يحدث، ولو اتحد البشر المختلفون على شيء فسيتحدون للتخلص منها، واليوم شيء هو أصغر منك بخمسة ملايين مرة، سيؤدي إلى أكبر حجر صحي في تاريخ العالم، حدث هذا في الصين على أكثر من ستين مليون إنسان، توجد مدن خاوية بالكامل، في الصين وإيران وإيطاليا وغيرها، والوفيات تُقدَّر بالآلاف، والإصابات بمئات الألوف، هو فيروس كورونا المستجد.
ونحن في هذا الموضوع معلومات عن فيروس كورونا فيروس القرن الواحد والعشرين، سنتطلع إلى بعض المعلومات المهمة جدًّا عن هذا الفيروس.
عناصر المقال
جذور المشكلة:
لكي نفهم هذه المشكلة لا بد من العودة بالزمن قليلًا في ديسمبر عام 2002، قبل هذا الوقت كان العالم يتعامل مع هذا النوع من الفيروسات التاجية على أنها شيء حميد علاجه فقط البقاء في المنزل لبعض الوقت وتناول الحساء الدافئ، ولكن هذه القصة ستنتهي مباشرة مع تحول هذا الكائن إلى قاتل عديم الرحمة، هنا نتحدث عن مرض السارس الذي ظهر في شمال الصين، وما لبث أن تخطى حدودها وصولًا إلى العالم كله في خلال ثلاثة أسابيع فقط، أصيب بهذا الفيروس قريب من ثمانية آلاف وتوفي على إثره ثمان مئة إنسان في 32 دولة.
الآن لنذهب إلى عام 2012 وقتها تم اكتشاف فيروس شبيه في مدينة جدة السعودية، وكان يشبه السارس لكنه لا ينتشر بين الناس بسهولة، ونسب الوفيات منه كانت كبيرة، وسُمِّيت هذه الحالة بمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطية “ميرس”، وقد أصاب 2500 شخصًا مات منهم 850 إنسانًا.
ميرس وسارس يشبهان كورونا الجديد في شيء واحد هو المصدر، لقد بدأت تلك الفيروسات من عالم الحياة البرية وانتشرت بين الحيوانات ثم تحورت جينيا لتنتقل إلى البشر.
أما في حالة كورونا الجديد، فنعرف أنه ظهر في سوق للمأكولات البحرية في مدينة ووهان الصينية، هناك يمكن أن تلتقي بكل أنواع الكائنات معبأة في أقفاص، هذه إشارة غير مطمئنة، بحسب دراسة منشورة في دورية جاما فالفيروسات المنتقلة من الحيوانات للبشر كانت مشكلة دائمة، فبجانب سارس وميرس وكورونا هناك أيضًا أمثلة أخرى مثل الإيدر والإيبولا وأنفلونزا الطيور.
تشير المصادر إلى أن مصدر كورونا الجديد قد يكون من الخفافيش.
أعراض كورونا:
- الفيروس صغير لدرجة كبيرة، حينما تدخل إلى الجسد الحي فإنها تقصد نوعًا من الخلايا، تدخل إليه وتجبر الحمض النووي الخاص به على صناعة نسخ جديدة من الفيروس نفسه، وفي أثناء خروج هذا الكم الهائل من الفيروسات من الخلايا يتم تمزيق مناعة جسم الإنسان.
- يتسبب ذلك في بعض الأعراض الأولى مثل الإعياء والغثيان والإسهال والصداع والسعال وصعوبة في التنفس، إنها نفس أعراض نزلة البرد المعتادة، لكن هناك مشكلة فالكثير من حالات كورونا الجديدة لا أعراض لها وقد تكون خفيفة جدا كأن تشعر ببعض الاحتقان الذي لا يلبث أن يزول.
- أما في الحالات الخطيرة فقد يستمر الأمر قرابة الأسبوعين وقد يؤدي إلى الوفاة.
من أكثر عرضة للإصابة بكورونا :
بحسب دراسة أجراها المركز الصيني لمكافحة الأمراض واتقائها بُنيت على بيانات قرابة 72 ألف حالة مؤكدة، فإن كورونا ذو أثر متوسط على أكثر من ثمانين بالمئة من الحالات، بالضبط كنزلة برد طبيعية، و14 في المئة من الحالات قُيمت على درجة من الخطورة، وكانت 5 بالمئة من الحالات قُيمت بأنها حالات حرجة.
هناك عاملان أساسيان لهما علاقة بخطورة كورونا:
- الأول وجود أمراض قلبية وعائية مثل ارتفاع ضغط الدم أو قصور القلب أو غيرها.
- الثاني هو السن، فتحت عمر أربعين سنة يكون احتمال الوفاة ضئيل جدا.
أما الأطفال فلم تظهر منهم حالات وفاة حتى الآن.
بينما ترتفع احتمالات الوفاة بارتفاع السن وصولا إلى الثمانينات.
علاج كورونا:
إلى الآن لا نمتلك أي علاج أو مصل مضاد، فلا تنتظر شيئًا من الصيدليات، العلاج الوحيدة المتاح لحين الوصول إلى علاج هو قطع السلسلة البشرية للعدوى.
ألم تسأل نفسك لماذا لا نسمع عن السارس ؟
لأنه بتوقف الانتقال البشري توقف انتشار الفيروس، وظلت احتمالية انتقاله من الحيوان للإنسان قائمة.
والذي تفعله الدول الآن هو منع انتشار العدوى وقطع الطريق على الفيروس بالحجر الصحي واسع النطاق.
نختم موضوعنا بهذا السؤال الذي ربما تسأله: ما هو مستقبل كورونا هل سيستمر معنا أم سيتوقف وما عدد الإصابات التي ممكن أن يصيب بها البشر، هناك العديد من عوامل الخطر وعوامل الطمأنينة، الكثير من الحالات لا تُظهر أي أعراض هذا مطمئن، لكنه يعني أن أعدادا كبير من المصابين بالفيروس لن يتم اكتشافها ولا توجد في إعلانات الدول؛ لذا جاءت دراسة صدرت مؤخرا تتوقع أن عدد المصابين في يوم 27 يناير كان حوالي ستة وسبعين ألف حالة، ذلك يعني أن هناك الآن عدة مئات آلاف حول العالم وفي الصين بشكل خاص.
وبناء على آلية إحصائية ابتكرها باحثون من كلية لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة فإنه خلال أسابيع قليلة يمكن لكورونا أن يصيب نصف مليون إنسان، وقد يصيب الملايين في شهور، هذه هي التوقعات المتفائلة، أما التوقعات الأقل تفاؤلا فتقول: إنه من الممكن أن يصيب في الصين وحدها 650 مليون إنسان، ولكن يظل معنا إلى الآن أن نسبب الخطورة في معدلاتها الطبيعية، فلا يحتاج الأمر إلى ذعر أو فزع حتى هذه اللحظة، وكل ما يمكن أن يحصل هو مجرد توقعات، والحذر والانتباه من الناس يؤدي إلى انحسار الفيروس بصورة كبيرة جدًّا.